vendredi 16 février 2018

الحلم هنا ممنوع

أفقت صباحا كعادتي تائهاً بعد ليلة لم تتميز عن سابقتها سوى بالتاريخ. شربت كوب قهوةٍ بارد وضعته زوجتي على المنضدة قبل أن تنطلق لعملها سوّيت ملابسي و بارحت المنزل أملاً في يوماً مختلفٍ عما الفته. ركبت سيارتي وقد كان الطريق يعج بذوات الأرجل الأربعة المرسلة بسمومها نحو سماءٍ توسطتها شمس يوليو الحارقة انعطفت يمنةً علني اهتدي لطريق مختصر يصلني سريعاً إلى مقر عملي ولكن لا جديد في أرض العبيد لم يبقى في دماغي متسع يحوي الصبر، نزلت من سيارتي وهممت بالمضي نحو الجحيم سيراً على الأقدام. وصلت متأخراً ولم يرق الأمر كثيراً لسيدي الذي كان مكفهر الوجه كعادته و صبّ جلّ غضبه أمام مقلتيّ المجهدتين ولم أكن آبه بكلامه كثيراً، كنت انتظر ذهابه حتى يتسنّى لي الدخول إلى مكتبي والإلتقاء بصديقي. ذلك المكيف الذي اقتنته الشركة يساعدني على مواجهة القيظ. دخلت المكتب فوجدت الملفات مبعثرةً هنا وهناك، غضضت بصري عنها وقد كانت الأريكة تغريني فعانقتها طامعاً في راحةٍ أبديةٍ. " حاذر ! لا تقترب ! هذا المكان أصبح محجراً على أمثالك! عد من حيث أتيت أيها اللعين، أيامكم ولّت وأيامنا حلّت ! سنطهر الأرض منكم ! لن ننسى لكم عذاب مائة سنةٍ قتلتم خلالها ما قارب المليون و شردتم الملايين. لم ننسى نكبة 1948 ولن ننسى مذبحة صبرا وشاتيلا! لن ننسى إقتحاماتكم المتتالية لمسجدنا المبارك! لقد تناسيْنا قرناً كاملاً و خدّرنا من قبل دمىً نصبتموها حكاماً للعرب. و لكن الآن آن للقدس أن تعود و آن لمجدنا أن يعود اعتدنا جبنكم وخوفكم. و لقد إستطاع شباب المقاومة طيلة عقود إرغامكم على إعلان الفشل . تذكروا الفدائيين، تذكروا الأسرى، تذكروا اقتحامات السجون، تذكروا الإختراقات الالكترونية، تذكروا محمد الدرة الذي لازال حياً في قلب كل عربي. سنواصل درب الشهيد ياسر عرفات، وسنكون أعتى من صدام حسين، و سنصبح أشرس من الملك فيصل. كنا في مظاهراتنا نردد ' خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود ' و ها نحن عدنا وطهرنا أرض الرجال من دنسكم. الحمد لله الذي جعلني أرى هذا اليوم قبل مماتي. يوم تمرّغ فيه أنوف الأنجاس إن أمنا فلسطين اغتصبها كذا واحد من إنجليزي سافل حتى صهيوني خبيث واليوم جاء نصر الله" أفقت فجأةً على صوت رب عملي فأيقنت أنّي كنت أحلم وما أروع هذا الحلم. استيقظت بإنتشاء يغمر صدري كالذي يرودنا حين يصلنا نبأ قتل جنود صهاينة على يد الأخيار. من شدة الفرح عانقت مديري، كان عابساً لكنه ضمني إليه و همس في أذني ' أنت مفصول، الحلم هنا ممنوع '

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire