vendredi 8 septembre 2017

و أنها تستمتع بغيابها عن الوعي و لو كان الأمر لدقائق معدودة

حين قالت أنها تريد التدخين لتغيب عن الوعي لم أستوعب الأمر في البداية ، ما علمت قط أن التدخين يذهب العقول .
لكن حين أتمت السيجارة الرابعة رأيتها جثة جامدة تتنفس لا غير، لم يعد بإستطاعتها الوقوف حتى، أخبرتني حينها أنها مصابة بضيق تنفس و أنها تستمتع بغيابها عن الوعي و لو كان الأمر لدقائق معدودة ..
بعد إتمام السجائر الأربعة شرعت تتحدث كسكير على باب مقبرة ، سخرت من الحياة و ضحكت ساردة كل تفاصيل عذابها ، الأمر هنا عادي ، كل فتاة في سن التاسعة عشر تمر بحالات مزاجية متعكرة تختار لها لفظة " عذاب " ، لكن الغريب أنها نزعت قميصها و استدارت لأرى أثاراً غريبة : بقع زرقاء متفرقة على ظهرها ..
صدمة البقع لم تفسح لي المجال للتركيز في شاماتها الفاتنة ، استهزأت من تعجبي بضحكة جعلت كل من في البحر يستديرون و قالت بأن لكل أثر في جسدها حكايته الخاصة ، فهذه من أبيها بعد أن عاد ثملاً ذات سهرة  ، و أخرى من أخيها بعد أن نهرها عن إرتداء تنورتها القصيرة حتى لا تظهر أرجلها فتفتن المؤمنين ، و تلك من والدتها حين وجدت أول سيجارة في حقيبتها ، و الأخرة أسفل الرقبة من عمها حين لمحها تقبل إبن الجيران خلف مستودع البلدية هناك عند التلة
مع كل حكاية كانت تضحك أكثر و كأنها تريد أن تبرهن بأن الروح الحرة لا يمكنها الخضوع مهما كانت التضييقات .. و أن الانسان حر بطبعه <3 !