dimanche 19 juin 2016

و تحاول إخفاء الحب للحفاظ على يسمى ب 'الكبرياء'...


حين تتألم من الحب تقول أنك لا تحب و أنك واهم و أن ما تشعر به ليس سوى أحاسيس نفسية تعبر عن الإرتياح حين التخاطب مع شخص ما. و في لحظة نشوة و سعادة تقول أن هذا هو الحب الذي بحثت عنه طويلا و الذي سيخلصك من متاعب الحياة
الحب كالإيمان يزيد و ينقص بتتالي الأحداث و الوقائع بينك و بين من تحب. و حتى في أعسر اللحظات تحن على من تحب و تحاول إخفاء الحب للحفاظ على يسمى ب 'الكبرياء'
أطلقوا العنان لمشاعركم و إدفنوا الشكوك في حفرة الثقة و إسحقوا الخوف من الخذلان بأرجل ملئت أملا في المستقبل و لا تظلموا من جعل منكم نورا يهتدي به

mercredi 11 mai 2016

'عفوا لقد نفذت مشاعركم'

" 'عفوا لقد نفذت مشاعركم' كم صار يمقت هذه العبارات، هذه العبارات التي تواجهه كلما حاول الإتصال بالحياة من جديد. منذ الحادثة صارت كثير الإنطواء على نفسه، دائم التشنج. كان دوما يظن أنه سيظل شامخا و يقول 'النخل يموت واقفا و الجبال لا تنحن' ، كان يعتقد أنه سيقاوم الطوفان الذي يهدده، كلها كانت أضغاث ظنون. من كان يتوقع أن يصبح سمير هكذا؟ ذاك الشاب واسع الصدر، لا يملك صدرا رياضيا لكن صدره كان رحبا و ملجأ لكل من لازمته الهموم، من كان يتوقع أن يصيبه التوحد؟ أن يهمل نفسه؟ أن يعتزل الناس؟ أن يتلف كتاباته؟ كان أسعد مخلوق على البسيطة، لا يفارق اللمعان عيناه الساحرتان ، يعرفه الجميع برباطة جأشه في أعسر الأمور، و بعفوه عن الجميع. من كان يتوقع أن يراه بهذه الحالة : شاحب الوجه، ذابل العينين ، شارد الذهن! لن تكف كل عباراتي عن وصف حاله، ليس لعجزي عن التعبير، بل لأنه لا يحب الشفقة! يعجبني غروره و قدرته على السيطرة، فهو يعتقد لأحد الآن أنه لازال يسيطر..."

vendredi 29 janvier 2016

أول مقال صحفي لي

أول مقال صحفي لي اشارك به في نادي الصحافة في المعهد ، أرجو أن ينال اعجابكم 
"تونس المصدر الأول للإرهاب...داعش...سوريا...ذبح...كتيبة عقبة...تفجيرات...اغتيالات...ألغام...طواغيت...كفار "
كل هذه العبارات أصبحت تتصدر الجرائد و وكالات الأنباء التونسية يومياً . هل حقاً تونس ولادة للإرهاب ؟ هل أصبحت تونس الخضراء تصدر السواد ؟ هل نسفت تونس حضارتها بديناميت الارهاب ؟ هل حقاً تونس على شفا حفرة من نار الارهاب ؟ 
تساؤلات و استفسارات تخلج التونسي يومياً ،ذلك المواطن البسيط الذي كان مجرد همه إعالة الاسرة بدخله المتوسط ، أصبح يفسر و يحلل . حتى التلميذ التونسي أصبح متصلاً بما يدور حوله و صار فريسة للإرهابيين ، إلا من فتح بصيرته نحو نور الحق و أيقن بطلان أهداف الارهابيين من تحرير للشعب و تحقيق شرع الله. 
و للحديث أكثر في الموضوع اجريت استجوابات مع شرائح مختلفة من التلاميذ حتى أعرف رأيهم. وجدت التلاميذ مقسمين إلى 3 مجموعات : مجموعة أولى قزمت الموضوع و قالوا أنه لا يعنيهم و أنهم جاؤوا للمعهد للدراسة و ليس لمناقشة الارهاب ، و مجموعة ثانية صارت تتحاشاني حتى لا أفتح معهم الموضوع ظناً منها أن الاجابات قد تمثل خطراً عليها . و مع ردود الفعل هذه راودني الشعور بالفشل و قررت في لحظةٍ ما إلغاء العمل. و لكني لمحت نوراً خافتاً من المجموعة الثالثة سرى في جسدي بسرعة ، همس لي بأن هنالك آذانا ستصغي و عقولا ستفكر . هذه المجموعة هي المجموعة التي ستنتصر حاضرا و مستقبلا .  لا بد أنك و أنت تقرأ ستحس بالفخر لانك تنتمي إليها أو ستشعر بالإشمئزاز  منها .. ربما. هذه  المجموعة أبت أن تصمت و تستكين و تخوض مع الخائضين ، و اختارت أن ترفع صوتها عالياً في وجه الظلام .
وددت في البداية أن أجد تعريفاً مناسباً للإرهاب من وجهة نظر التلميذ فاختلفت العبارات ( قتل للمسلمين ؛ نمط عيشي لا دين و لا ايديولوجيا له ؛ إجرام ؛ تعدي على الحريات ) إذاً كما تلاحظون فالتلاميذ لم يتفقوا على تعريف واحد للظاهرة فلكل منهم زاوية نظر و لكل منهم تفسيره .
كل الآراء اتجهت نحو أنا الارهاب هو التعدي على الآخر مهما كان تفكيره و مهما كان تفكير الإرهابي . فالإرهابي يمكن أن يكون جارك الذي يدنس العمارة ، أو صديقك الذي يستمتع بتعذيب الحيوانات ، أو ربما هو أنت الذي تسكت عن الحق ، فالساكت عن الحق "إرهابي" . 
و في سؤالي لهم عن إنتشار الإرهاب في الوسط المدرسي اتفقوا على أن الارهاب منتشر بكثرة و وصل الأمر بأحدهم أن قال بأن 75 % من المؤسسات التربوية تحوي ارهابيين .
إذاً مدرستنا طريقنا نحو الارهاب 
تصوروا معي هذه الحادثة : شاب في السنة الأولى من التعليم الثانوي ، معدلاته متردية ، الأساتذة يعاملونه بكثير من القسوة و الشدة ، و وضعه الاجتماعي صعب . هذا بمثابة قنبلة موقوتة تتجول بيننا . إن لم يصبح إرهابي سينحرف و إن لم ينحرف سيصبح إرهابي و في الحالتين هو الضحية . نعم هو ضحية الأسرة و المجتمع و المؤسسة التربوية ، فلا الاسرة متماسكة و قادرة على احتضانه ، و لا المجتمع يسعى لنصحه و ارشاده ، و لا المؤسسة التربوية مضطلعة بمهمة " التربية "  بل أصبحت مجرد مؤسسة " سرد معارف ". يتحمل الاطار التربوي المسؤولية الكاملة في تحول التلميذ إلى إرهابي ، لأنه و بكل بساطة السيد الاستاذ لا يريد غير إنهاء حصته و البرنامج "العظيم" الذي وجد نفسه مجبرا على اكماله ، فلا يجد الوقت للحديث مع التلاميذ في الأمور الاجتماعية و الحياة اليومية إلى بعض الأساتذة الذين غلب حسهم التربوي آلة سرد المعرفة لديهم .
الملاحظ من خلال إستجواب التلاميذ أن نسبة الوعي تشهد إرتفاعاً يثلج الصدر . فالتلميذ التونسي هو مواطن قبل أن يكون تلميذ  و هو واعي و متابع للشأن الوطني و الدولي. التلميذ التونسي يعشق بلاده و يسعى جاهداً لرفع ريت تونس عالياً لتبقى تونس شامخة في وجه الأعضاء . و التلميذ التونسي أيضاً رصين و متعقل ، هذا ما إستنتجته حين سألت البعض منهم عن ردت فعله إذا تفطن أن صديقه صار يحمل فكر متشدد . ربما الجميع سيتصور أن التلميذ ، ذلك الكائن خفيف العقل ، سيسحب هاتفه من جيبه و يعلم الشرطة عن إكتشافه "مشروع إرهابي" و أنه وجب عليهم اعتقاله . لكن ردود الفعل كانت مغايرة للسيناريوهات التي وضعتموها الآن صوب أعينكم ، 90% من المستجوبين صرحوا بأنهم سيتحاورون مع زميلهم . نعم الشباب التونسي مؤمن أن الحوار هو السبيل الوحيد و الأوحد نحو النهوض . قالوا أنهم سيتحدثون مع "الارهابي الصغير" حتى يبينوا له أنه يتبع منهجاً خاطئاً دينياً و أخلاقياً و أن الرسول صلى الله عليه و سلم نبي الرحمة و الموعظة الحسنة و أن الاسلام يدعو للعفو حتى في أقصى درجات الشعور بالظلم ، إذ أن الشعر بالظلم من قبل الدولة عامل أساسي في تكوين شخصيات الارهابي التونسي ،  فهو يرى نفسه مظلوماً و وجب عليه الإنتقام و يصبح بالتدرج مغتاظاً جداً كلما رأى عون أمن في الطريق و يصل به الأمر للصياح بأعلى صوته "موتوا بغيظكم " !! و الحال أن الله تعالى قال في محكم تنزيله " و الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس و الله يحب المحسنين " هذه إذن دعوة صريحة من الله سبحانه و تعالى للعفو . سأذكر حادثة للنبي الكريم صلى الله عليه و سلم ذكرها أحد التلاميذ و قال أنها كانت سبباً في إنقاذ صديقه من مخالب المتشددين ، الحادثة تتمثل في أنه يوم فتح مكة سمع الرسول أبا سفيان يقول " اليوم يوم الملحمة " فقال له على الفور و دون تفكير " اليوم يوم المرحمة " . لا قادة الغرب و لا فرسان الشرق و لا عظماء الروم و لا ملوك بابل قادرين على فعل كهذا . النبي طردوه من مكة و تعذب و عانى و حين حل يوم الانتقام قال لمعذبيه " اذهبوا فأنتم الطلقاء ". نحن بحاجة ماسة لسيرة النبي في التربية الاسلامية ، التلميذ ليس في حاجة لبيان معجزات القرأن ، الشباب ليس ملحد ، الشباب  في حاجة لقدوة حقيقية و تأكدوا أنه سيجد في سيرة الرسول ضالته . درسوا التلاميذ سيرة النبي و سيزول الارهاب من معاهدنا ولن تكون له يد في معاهدنا و سيكون لنا في رسول الله اسوة حسنة.
المصيبة لم تحل بعد و التلميذ لازال قادراً على إصلاح اختلاله . فلنتفترض أن تلميذاً عادياً يدرس سيرة المصطفى عليه الصلاة و السلام و مطلع على خصاله العظيمة يتعرض لهجوم فكري متطرف ، سيدافع بشراسة على أفكاره و لن يقتنع بحججهم الزائفة و الباطلة. سيتمسك بقيم الاسلام و لن يغريه تشددهم .
الارهاب ينتشر بصمت أعطى من السرطان ، هو لا يقتل خلايانا بل ينسف كل يوم أحلام شاب تونسي مسكين رأى طريق الجنة مفروش بالدماء فأرتدى الحزام و أدى السلام . 
أشرف نصيري ، ثالثة رياضيات